المشاركات

أم أحمد

‏ أم أحمد أنظر من نافذة حجرتي فأراها، دائمًا تبتسم ابتسامة هادئة ولكن باهتة، مالت بجسدها النحيل على السيارة أمامها تنظفها بخرقة بالية، تجاهد كي تنهي مهمتها فقد بلغ الإجهاد منها مداه ،فجعلها تكاد لا تقوى على الوقوف، من يصدق أن هذه المرأة " عزة " أو " أم أحمد " كما أعتاد الجميع أن يناديها في الثلاثين من عمرها، أنظر إلى وجهها فأرى خطوط قد خطها الفقر والحرمان، بشرتها السمراء تذكرك بشمس الصعيد الملتهبة، جسدها الهزيل الجاف يكاد يخلو من معالم الأنوثة و لكن أراها دائما تبتسم ابتسامتها الهادئة التي تجعلني أتعجب من تحملها وجلدها   يذكرني صمودها بجذع نخلة أراه فى الطريق إلى بلدتي،   تسمع أم أحمد من يناديها من أعلى : " أم أحمد " ذهبت مسرعة وتنظر لأعلى - أيوة يا مدام - في إيه يا أم احمد، نسيتي اللبن والفينو اللي قولتلك عليهم . - حاضر معلش، حالا هجيبه . أسرعت إلى حجرتها الصغيرة المظلمة ذات الرائحة العطنة التي تزكم الأنوف و